فأجبت وبكل ثقة : " دكتورة " ....وكيف أجهشت بالبكاء عندما قال لي أخي أن الطبيبة لا تنام الليل،
فرحت أصرخ طلباً للنوم ...لطالما أضحكتني سذاجة الطفولة ...
لكني أتمعن في ذلك الموقف وأفكر ....
ترى هل كانت تلك رغبة حقيقية في أن أكون طبيبة ؟ أم أنها مجرد إجابة بديهية عندما يسأل
أي طفل عن طموحه في المستقبل؟
أنا الآن أحث الخطى سيراً نحو تحقيق مبتغاي، وكل سنة تمضي أحس بأن الطب هو حلمي
ومستقبلي ولم أندم على خياري يوماً ، حتى عندما خـُيـّرنا بعد الشهادة الإعدادية بين
الطب والهندسة بإعتبارهما التخصصين الوحيدين في مدرستي ، اخترت بكل ثقة وبلا تردد
الطب. لكن عندما وصلت إلى المرحلة السريرية في دراستي ، أحسست أن شيئاً في
داخلي قد تغير ، لا أعلم ما هو ؟ هل هو شعور بالندم ؟!
أم أنه شعور طبيعي بالصدمة من الواقع كونه بعيد كل البعد عن الأحلام الوردية التي
رسمناها في أذهاننا في سنوات الطب الأولى ...؟
لكني مؤخراً عرفت سر ذلك الشعور ... فكلما اقتربت نهاية مشوارنا الدراسي انقبض
قلبي خوفاً ورعباً من المسؤولية التي ستلقى على عاتقي يوماً ما .....
كم أحس بالرعب عندما أتخيل نفسي وحيدة مع المرضى وأني من سيقرر مصيرهم ...
هل سأكون أهلاً لذلك ؟؟
لا أخفيكم القول أني في بعض الأحيان تمنيت أن لا تأتي السنة النهائية سريعاً خوفاً مما بعدها ..
إني مؤمنة أشد الإيمان بأن مهنة الطب ليست لذوي القلوب الضعيفة ،ولا أقصد بذلك رؤية الدماء
والمآسي والموت فحسب؛ بل أعني بذلك أنها تتطلب إنساناً قوياً قادراً على اتخاذ القرارات الصائبة
في الوقت الحاسم .
كم أرجو أن يكون اختياري صائباً في الماضي ...
وأن يلهمني الله القوة وينير بصيرتي لأتخذه مستقبلاً.
دمتم بود ,,,
هــند,,,
5 التعليقات:
السلام عليكم
مبروك عليكم المدونه الجديده و ان شاء تبيدوها بالهناء
هنود بالنسبه للموضوع هدا انا فاهماتك لاني مريت بيه بأختلاف واحد هو انه ان ماكنتش رغبتي الدخول للطب
قريت سنوات الطب و لاني مانحبش الفشل فكنت نبدل في جهد باش ننجح من اول دور و هكي لقيت روحي متخرجه و انصدمت بالواقع العملي طبعا ورفضت اني نشتغل الا تحت اشراف خوفا مني لارتكاب خطأ بعدها بكم شهر اتعينت و لقيت روحي بروحي و الله مانقولك شعور مش ساهل و كان صايرلي الرعب بس الحمد للحمدلله حاليا بعد سنه و شويه خف الشعور بالخوف برغم ماننكرش اني نوقف قدام حالات معينه لحد الان
الكل بدي هكي تفكري ان بدايه مشوار الالف ميل خطوه
ربي ان شاء الله يكون في عونكم و عوني حتى انا
يلا سلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلين بيك ميمي ...نورتينا
إن شاء الله تكون مخاوفي طبيعية وتتلاشى بمرور الوقت.
وبالنسبة لكون الطب مش رغبتك ، أعتقد إنه أمر صعب ، لكن بمرور الوقت يصبح أمر واقع ، وإنتي ما زلتي في بداياتك وقدامك مشوار طويل ، وأنا متأكدة إنك حتصبحي حاجة مرموقة بإذن الله.
دمتي بود
السلام عليكم
الخوف من التجارب الجديدة شيء طبيعي وهذا الشيء ينطبق على أي جديد نخوضوه في حياتنا .... البداية بس صعبة وبعتالي تبدى الأمور في الأنسياب وتاخدي على الجو وتزيد ثقتك في نفسك ربي يوفقكم إن شاء الله وتكونوا دكاترة كبار........... سررت بمرورك على مدونتي
شكراً على ردك الهادف ... وتأكد إن مش حيكون مرورنا الأخير مدونتك جميلة.
السلام عليكم
زي ما صارلي بالزبط
لما كنت صغيرة قلتلهم يا نبي نكون مهندسة أو مدرسة رياضيات
و الحمد لله صرت مهندسة
في الأيام الأخيرة قبيل التخرج كنت محرومة من كل شي
النوم و الأكل و الراحة ، فقط شغل في المشروع و سهر و عذاب
في لحظات كنت نقول خلاص عييت الهندسة مش ليا
بس الدهم من الأهل و الأصدقاء شجعني لإكمال عملي و تحصلت علي شهادتي و عملت حاليا لمدة عامين
و الحمد لله حققت هدفي
أختي بلا يأس
أبدا لا تتركي اليأس يحتل لنفسه مكانا في حياتك
و إستمري
يكفي أن تري إبتسامة طفل قد غادره الألم فقط لأنك حضرت
هذه تساوي الدنيا كلها
و تعطيك دافعا لتستمري
الله يحميك من كل شي
سلامي
إرسال تعليق