ذكراها هذا العام ليست كأي عام ، ذكرى لطالما كان إحياؤها
حبيس الصدور ، وحسرة في قلب كل أم ثكلت ،
وزوجة رملت ، وطفل يتم ..
ذكرى كان مجرد الهمس بها جريمة وجريرة قد تفقد المرء
حريته أو حتى حياته.. ذكرى مأساة دام على مرورها ما يقارب على 15 عاماً ،
إنها مذبحة سجن أبو سليم ، تلك الفعلة الشنعاء التي ارتكبها النظام
المستأسد على شعبه بكل دم بارد وصفي ما يربو عن 1200 سجين
في أقل من ساعتين ودفنوا في مقابر جماعية..
تشاء الأقدار أن تكون هذه المأساة هي الشرارة التي فجرت
فجر ثورة 17 فبراير المجيدة في بنغازي وفي مختلف المدن الليبية الشامخة ،
فحرر الشرق نفسه بأقل من 4 أيام ، والتحقت مدن غربية أبية بالمرصاد
في وجه فتنة تقسيم البلاد ، فها هي ستالينغراد ليبيا “ مصراته الصامدة “ سطرت
الدروس في الجهاد والصبر والاستبسال ، ومدن عزيزة أخرى كمدن
جبل نفوسة وعلى رأسها الزنتان العتيدة ، مدن أبى شبابها وأسودها إلا الوقوف
في وجه الظلم وإعلاء راية الكرامة والحرية، برغم كل محاولات القمع
والاعتقال والقتل الوحشي الهمجي بمختلف وسائله ، وهتك الأعراض والتجويع
والانتقام بكل وسيلة رآها المجرم وزبانيته متاحة..
لكن شعبنا قالها كلمة واحدة واضحة :
إننا شعب لا يستسلم ، ننتصر أو نموت ..
ولا زال الكفاح والصمود مستمراً حتى تحرير كل شبر من بلادنا
وتتوج ثورتنا بتحرير طرابلس الحبيسة الأسيرة والتي ستكون بإذن الله
من سيمسك بالمجرم المطلوب وتطهر عاصمتنا من الشرذمة الفاسدة التي جثمت على
صدورنا ردحاً من الزمن…
بتماسكنا وتألفنا وتأزرنا ومواظبتنا على واجباتنا كل في موقعه
وبدعمنا لهذه الثورةبكل المتاح والممكن والتخلي
عن السلبيات التي زرعت فينا عقوداً من الزمن
سنحافظ عليها في هذا الوقت العصيب وسنبني ما بعدها
ليبيا الحرية، الديمقراطية ، العدالة ، الدستور وحكم القانون ، والمساواة .
وسيحاكم الطاغي وأعوانه محاكمة عادلة تشفي غليل صدور
من تأذى وظلم وقهر ، وتر يــح أرواح شهدائنا في عليائهم.
وستظل ليبيا بإذن الله شمعةً لن تنطفئ.
دمتم بود ، ودامت ليبيا وطناً للجميع.
هذه تدوينتي الأولى بعد الثورة ، أرسلها معطرة بنسائم الحرية
وما أعمق الفرق بين أمسِ الخنوع والذل والترهيب ويومِ الحرية والكرامة والعزة
وما أروع غدَ ليبيا بدو ن معمر القذافي
بنت ليبيا الحرة
هـنـد